اقتباس و تعليق [ 2 ] : الفصل الأخير
23:05 بتوقيت مكة + 1
"You want to think about living, not dying, but you should think about the legacy you want to leave behind some day. Start thinking about it now and start making a difference today."
" عليك أن تفكر بالعيش ، ليس الموت ، لكن أيضا عليك أن تفكر بالإرث الذي تود أن تتركه من خلفك يوما ما . ابدأ بالتفكير بهذا من الآن ، و ابدأ بإحداث التغيير اليوم . "
--Susan Morem ، من كتابها "101 Tips For Graduates"
لكل منا فلسفة حياة يتخذها في التعامل مع الآخرين .. دستور إن شئت . قد تكون له استثناءات ، و قد يكون متذبذبا ؛ لكن وجوده أمر محتّم . كمن يتخذ ، مثلا ، فلسفة " عامل الناس كما تحب أن يعاملوك " * .
مبدأ معاملة الناس بما يحب الشخص أن يعامله الآخرون مبدأ جميل / نافع ، لكن المشكلة الأساسية التي كانت تواجهني في تطبيقه : ماذا إن كان المقابل يحب ما لا أحبه في حال كنت في مكانه ؟ يتوقع ما لا أتوقعه في حال كنت في مكانه ؟ .. هل أعامله كما يحب / يتوقع هو ؟ أم كما أحب / أتوقع أنا ؟
حدا بي هذا إلى البحث عن فلسفة أخرى أعتنقها ؛ حتى خرجت بمبدأ معاملة الناس بالطريقة التي أحب أن يتذكروني بها بعد أن أتركهم . فالرحيل ، كما تعرف ، سواء كان دائما / مؤقتا ، جسديا / روحيا .. هو حقيقة لا مفر منها ، و قد أكدها جبريل عليه السلام إذ أوصى رسول الله عليه السلام "أحبب من شئت فإنك مفارقه " .
جلست أتخيل جلسة العزاء الخاصة بي . لن يذكر الحاضرون كل تفاصيل حياتي ، و يستحيل أن تمر عليهم مواقف أختارها بنفسي . كل منهم سيذكر انطباعا عاما عني ، متمثلا بالسيرة العامة التي كان يراني بها طيلة فترة تعاملي معه .
بمَ سيذكرني فلان و فلان و فلان ؟ ما الصفة التي سيجمع عليها الكل ؟
هل سأكون سبب ابتسامة عريضة حين أذكر بعد وفاتي بشهر مثلا ؟ .. أم ترحم و أسف على حال كنت أتخبط به ؟ .
الكثير الكثير من الأسئلة التي دفعتني لأعيد التفكير في الكثير من المعاملات الاجتماعية ، في حياتي الأكاديمية ، في كل شيء . لا أخفي أني لا زلت أتعثر في طريق تطبيق هذه الفلسفة ، إلا أنها شجعتني على التخطيط للتغيير للأفضل ؛ لتخصيص كل شخص من عائلتي بصفة أو أمر أود أن يتذكرني به ، فأعزم على أن عامله بناء عليها ؛ لتحديد أساسات للتعامل مع المجتمع ، تحددني بدلا من أن تحدد غيري ؛ للسعي في ترك أثر فيمن أعرفه و لا أعرفه ، أثرًا يستحث دعوة -بالرحمة لي ؛ لمراجعة نفسي بعد المشادات أو المواقف السلبية مع غيري ، خوفا من ألا أملك الوقت لتعديل أثرها قبل تلك الجلسة .
********
ما الذي تود أن تُذكَر به أنت ؟
لو كان هناك ( دفتر للزوار ) في جلسة عزائك ؛
يكتب فيه كل من عرفته شيئا عنك ، صفة تميزك بنظره ، موقفا لن ينساه عنك
كيف ستكون إجاباتهم ؟ .. هل ترضيك ؟
هل هذا أفضل ما تستطيع أن تتركه من ورائك ؟
فاعلة خير .
________
هامش :
* منتشرة كثيرا كثيرا ؛ لكنها ليست حديثا نبويا ، كما يشاع . (<- معلومة تعلمتها حديثا ! (: )