.

المؤتمر الدولي السادس عشر لـ TESOL Arabia : فوائد مشاهدات

Monday - 15 Mar, 2010
10:39 بتوقيت مكة + 1
صُنِف في ملف : تربية و تعليم

TESOL Arabia (تيسول أريبيا) نقابة تجمع مدرسي اللغة الإنجليزية في الخليج العربي ، تهتم بشأن التطوير المهني لمنسوبيها من خلال تنظيم المؤتمرات و المعارض و نشر المجلات العلمية و الكتب التي تسلط الضوء على تدريس اللغة الإنجليزية في سياق الشرق الأوسط . على أرض جامعة زايد Zayed University هذا العام أقامت مؤتمرها السنوي السادس عشر لمدة ثلاثة أيام ، الجمعة 11/03 - السبت 13/03 ، عُرَض به العديد من الأفكار و المعلومات و التجارب من خلال العروض التي قدمها المتحدثون .

و لعظيم فائدة اكتسبتها من المؤتمر ، أود أن أشاركك بعضا من الفوائد التدريسية التي جنيتها في العروض المختلفة و من المؤتمر بشكل عام ، تتخللها تأملات و خطرات في المجتمع ، في العمل ، في العروض .. و بعضا من الصور .
..طبعا ، في حال لم تكن مهتما بالتدريس ، باستطاعتك "القفز" للجزء الثاني من المقالة ، و تجنب فقرة "الفوائد التدريسية" .

********

← الفوائد التدريسية* :

في آخر يوم لم أحضر شيئا رغم تواجدي . لكن فيما عدا ذلك ، اكتسبت في اليومين الأول و الثاني كثيرا من الفائدة . مما تعلمته :

× برنامج OneNote التابع لفئة المايكروسوفت به الكثير من الإمكانيات التي يمكن توظيفها تدريسيا . بغض النظر عن الجانب التقني و كيفية إعداد البيئة المطلوبة ، الآلية التي شرح فيها المقدم طريقة استخدامه لها هي أن يكون له جهاز عليه البرنامج ، و يقسم الصف لمجموعات من أربع طلاب ، في كل مجموعة يكون كمبيوتر واحد عليه البرنامج أيضا . و من خلال اتصال شبكي ، يتم التواصل بين هذه الأجهزة و يصبح الكل لديه نفس المستند الذي يوجد على جهاز المدرس .
و من بعدها ، أي شيء يغيره / يكتبه الأستاذ على المستند ، يظهر بشكل فوري على أجهزة الطلاب . و من خلاله أيضا توجد وظيفة فتح tabs مختلفة للمستند الواحد ، و قام هو بتخصيص tab لكل مجموعة تعمل عليها و تؤدي المهام المطلوبة في الحصة . و بالتالي ، يستطيع المدرس أن يراقب عمل الطلاب من مكانه ، و يتأكد من أنهم جميعا يقومون بأداء المهمة على أكمل وجه .

× في محاضرة قدمها العديد من الكتاب ، قدموا لنا نصائح عن طرق نشر المقالات و الكتب . و هذا كما لا يخفى الكثير ، من العوامل المهمة في التحصيل الأكاديمي . أخبرونا أن طريق البداية لا يجب أن يكون في مجلة علمية مرموقة أو تكون كتابا مميزا يتهافت عليه الناشرون . إنما نصحونا أن نحاول البدء بأشياء بسيطة نبني من خلالها سلما نرتقي به للأعلى . مما دونته :

أ. ابدأ بتقديم book reviews للمجلات العلمية ، و من خلال هذه الخطوة ستتعلم أيضا كيف تكتب الكتب و ما الذي يميزها عن غيرها لتستطيع استخدام تلك المعرفة في كتابة كتاب لاحقا .
ب. ابحث عن شيء يجذبك (you are passionate about) ، و اقرأ عنه الكثير الكثير ، ثم فكّر بما قرأته . حاول أن تستخرج خلاصة من كل ذلك بناءً على تجربتك / خلفيتك ، حاول أن تنظر له من زوايا متعددة و مختلفة ، ستجد أنك ستخرج بأفكار متعددة تستحق النشر و المتابعة .
ج. لا تجعل توقعاتك تكون عالية كثيرا في البداية . قد تُرفَض لك أبحاث أو طلبات نشر كتب ، لا تبتئس . و تعلم من كل رفض شيئا جديدا . ابحث عن سبب الرفض و حاول تطويره و تجنبه لاحقا .

و أيضا ، لمن هو مهتم بنشر الكتب ، ذكروا أنه من المهم أن يحاول الكاتب أن يبني علاقات مع دور النشر المختلفة ، مع أشخاص عاملة في تلك الدور . لأن ذلك سيسهل لاحقا عليه عملية تقديم طلب نشر كتاب أو ما شابه . و ذكر أحد الكتّاب أنه سأل عدةَ دور نشر عن المواصفات التي تأملها في الكتاب الذين توافق عليهم ، و ذكروا :

أ. أن يكون ملتزما بمواعيده
ب. فرد متفاعل في الأعمال الجماعية
ج. يقبل النقد بصدر رحب و يقبل التغيير بما يتناسب مع الدار
د. متفاني في عمله و في كتابته .

و نصحنا بزيارة موقع Web of English للاستزادة حول المعايير المطلوبة للنشر و الكتابة التي نحتاج أن نضعها في عين الاعتبار عند العمل على مادة للنشر .

× أعجبتني طريقة تقديم Susan Barduhn لمحاضرتها . طلبت منا قبل أن تبدأ بالعرض ، أن نرسم جدولا خانتين و ثلاثة صفوف على ورقة ، الخانة الأولى بعنوان : "ماذا أتوقع؟ " ، و الخانة الثانية : "ماذا تعلمت ؟ " . و أخبرتنا أنها قبل البدء بالحديث عن أحد أفكارها الثلاث الرئيسة ، ستخبرنا بعنوان الفكرة و تعطينا دقيقتين لنتحدث لأحد بجانبنا عما نتوقعه (ماذا ستخبرنا أو ما الإجابة المفترضة للفكرة المصاغة على شكل سؤال) ، و بعد أن تحدثنا بما لديها ، ستعطينا دقيقتين أيضا لنتحدث عما تعلمناه و استفدناه مما ذكرته ، مقارنة بما كنا نتوقعه أيضا . طبعا ، طريقة العرض هذه تعتمد على عدد الجمهور و طبيعته ، لكنها ممكنة / ممتعة . شعر كل واحد منا أننا جزء فعال من المحاضرة .

× كانت محاضرة سوزن عن المدرسين و ما الذي يجعلهم يبقون "مشتعلين" و حريصين على التطوير المهني . كانت محاورها تدور حول ثلاثة أفكار : لماذا ندرس ؟ . و لمَ يترك المدرسون مهنة التدريس ؟ . و ما الذي يشجع المدرسين على البقاء في المهنة ؟ . أعجبني كثيرا اقتباس ساقته من كتاب نشر في الـ 1945 ! ، الاقتباس صالح حتى الآن . يقول الاقتباس :

"Teaching is not a lost art, but the regard for it is a lost tradition"
--J. Barzan

التدريس ليس فنا مفقودا ، إنما اعتبار التدريس و تقديره هو العادة المفقودة .

و كان ممتعا أنها ساقت الاقتباسات و الخلاصات من الكثير من الكتب ، التي تبدو ممتعة و تستحق القراءة . من هذه الكتب : The Passionate Teacher, To Teach: The Journey of a Teacher, Burnout: The Cost of Caring, What Keeps Teachers Going, Stories of the Courage to Teach, Freedom to Learn.

× محاضرة أخرى عن طرق تدريس الصوتيات للمتحدثين العرب كانت ممتعة ، استعرض من خلالها المحاضر الأخطاء الشائعة لدى المتحدثين العرب في نطق الإنجليزية . و تعرض بطبيع الحال لنقطة "لمَ نحتاج أن نعلم طلابنا نطق الإنجليزية كما الـ native ؟" ، خصوصا مع فكرة انتشار الإنجليزية و كونها اللغة العالمية حاليا مما جعل منها عدة "نسخ" مختلفة في العالم . و تناول طريقتين لتدريس النطق بشكل يستطيع الطالب تمييزه :

أ. في إشكال نطق الساكنين أو أكثر دون إدخال صوت متحرك ، مثلا : spring ؛ عادة ينطقها العرب إسبرنج ، سيبرينج ، ... . اقترح أن نبدأ مع الطالب ينطق كل صوت ساكن على حدا وراء بعض ، مع تقريب المسافة الزمنية بينهما تدريجيا حتى يستطيع دمجهما كما هما دون "تحريك" أحدها .
ب. للأصوات التي يكون الاختلاف بينها في مسألة اهتزاز الحبال الصوتية مثلا الاختلاف بين /p/ و /b/ ، اقترح تدريسها للطلاب باستخدام بالونات خضراء و حمراء . و يستعرض المدرس للطلاب صور لأشياء أسماؤها تبدأ بالصوتين : pear + bear و هكذا . و المطلوب من كل طالب أن ينطق اسم الصورة أمام البالونة المناسبة ، بمعنى حين يكون الصوت الذي يبدأ به الاسم voiced (=تهتز الحبال الصوتية) ينطقها أمام البالونة الخضراء لتهتز ، و حين يكون unvoiced (لا تهتز الحبال الصوتية) ينطقها أمام البالونة الحمراء لأنها لن تتحرك .

طبعا ، المحاضرة لم تخلو من تعليقات ثلاثة أو أربعة من العرب ، يبررون الأخطاء و يعترضون على فكرة إلحاق هذه الأخطاء باللغة العربية أو تعميمها . لا أدري لمَ حسبوا ذلك ، المحاضر لم يبين أن الأخطاء بشكل عام ناتجة عن "خلل" في العربية ، إنما هي شائعة بين المتحدثين العرب لسبب أو لآخر .

× استفدت أيضا من محاضرة عن استخدام تطبيق moodle في تدريس اللغة ، تناول فيها المحاضر التطبيقات المختلفة التي يمكن توظيفها في التدريس . و استعرض تجربته في توظيف التطبيق في تدريس اللغة . رغم اهتمامي بالتكنولوجيا في التعليم و قراءتي المكثفة عنها ، كانت فكرة البيئات المختلفة لتوظيف التكنولوجيا جديدة علي ، هن أربع :

أ. Share Points : من خلالها تتم مشاركة المستندات و الملفات . مثل خدمة DropBox .
ب. Content/learning Management Systems .
ج. Virtual Learning Environments
د. Personalized Learning Environments .

و في سياق تجربته الأكاديمية في توظيف Moodle في تدريسه ، شد انتباهي أن الخصائص المتوفرة في التطبيق تبدو مثيرة للاهتمام . الخصوصية التي يوفرها التطبيق ، و طريقة تنظيم المواد المطروحة تبدو احترافية/أكاديمية دون أن تتطلب كثيرا من العمل من طرف المدرس . أظنه يكون اختيارا مناسبا في حال أراد شخص تطبيق التدريس الإلكتروني / عن بعد .

********

Zayed University

← مشاهدات :

× البناء الجامعي خلاب ، بديع ؛ على الأقل الجزء الذي استطعت الإطلاع عليه . الفصول الدراسية واسعة / ملونة / تقنية تجعلك تشعر أنك عطش للارتواء العلمي . المساحة الخارجية لا تقل جمالا عن الداخل ، أشجار نخيل و أخرى خضراء ، تحفها برك ماء صافية نظيفة ، و فيما بينها طاولات مظللة للاستمتاع بالأجواء الممتعة . هذه صورة "بانورامية" لواجهة الجامعة ، ظلمتها مهارتي الرديئة في التصوير :

باستطاعتك عرض الصورة مكبرة بالضغط عليها .
و هذه صور أخرى متفرقة :




باستطاعتك عرض الصورة مكبرة بالضغط عليها .

× أسعدني ، كثيرا ، أن الحضور لم يخلو من المنتقبات و مرتديات عباءة الرأس و الملتحين ، كان حضورهم واضحا . كانت العادة أن تكون هذه "المظاهر" نادرة في مؤتمرات كهذه ، أو على الأقل بنسبة أقل بكثير . شعرت بسعادة غامرة أنهم ، مثلي ، لم يمنعهم التزامهم بما يعتبره الآخرون لباسا "تقليديا" يرمز بشكل أو آخر في عقولهم للـ "انغلاق" و ربما "الجهل" أو "الرجعية" ، لم يمنعهم ذلك من الحرص على طلب العلم و السعي لحضور مؤتمرات عالمية بها الكثير من الجديد النافع . و أسأله تعالى أن تكتمل سعادتي في مؤتمرات أخرى باعتلاء عدد أكبر منهم منصة التقديم و مشاركة خلاصة تجاربهم .

× كما تقتضي طبيعة المؤتمرات ، تجد الكثير من الحاضرين يتفاعلون مع بعضهم البعض ، دون سابق معرفة . يكفيهم أن يعرفوا أن جميعا اجتمعوا لإرضاء اهتمام مشترك و لخدمة هدف موحد . مما دفعني لكثير من التساؤل : هل من الممكن أن يجتمع عامة المسلمين يوما ما لأجل إرضاء هدف نبيل ؟ دون المشاحنات ، دون "الإرهاب" ، دون.. دون أي شيء سوى الرغبة بطاعة الله تعالى .
و إن كان ، هل سيكون في "المؤتمر" ممتلئ فقط بالملتحين / المنتقبات دون حضور واضح للـ casual و الرسمي و الأجنبي و العربي و الآسيوي ؟ .. كلنا تختلف أشكالنا ألواننا لغاتنا ، لكن تجمعنا "لا إله إلا الله" .

× في إحدى المحاضرات الـ plenary (الرئيسة التي لا يكون في وقتها محاضرة أخرى) ، التقيت بمدرسة أمريكية تحمل على كتفيها خبرة تدريسية لا تقل عن 30 عام ! -خبرة بدأت قبل أن أولد !. كانت على عكس الكثير منا ، تدون الملاحظات على دفترها الأصفر ، و تتفاعل مع المحاضر بشكل واضح . أليس عجيبا كيف أن خبرة كتلك التي مرَت بها لم تجعلها تيقن أنها "ختمت العلم" ؟ أو أنها لم تعد بحاجة للاستزادة و لتعلم الجديد و تحسين تدريسها ؟
أيمكن ، إذن ، أن تبقى شعلة الرغبة بالتعلم متّقدة بعد عهد طويل ؟ .. هل سأبقى ، مثلا ، أرغب بتعلم و ممارسة و تجربة الجديد مثلها ؟ . أم أني سأستسلم و أكتفي بما لدي مدعية العلم و الكفاية ؟ -أيُكتَفى من العلم ؟

× رغم أن المحاضرون العرب ليسو قلة ، لم أحضر في هذا المؤتمر إلا محاضرة واحدة لعربي ؛ كانت مفيدة / ممتعة بفضل الله . السبب الرئيس يعود لفكرة أن اهتمامي كان منصبا على حضور المحاضرات التي تتناول الجانب التكنولوجي للتدريس . لكن أيضا يساهم في ذلك ، بكل أسف ، أني مثل غيري الكثير ممن سألت ، حين تكون هناك عدة محاضرات متزامنة تعجبني أو تناسب اهتمامي ، أحد مقدميها عربي الاسم و الآخر غير عربي .. أعترف أني 80 % سأذهب لمحاضرة غير العربي .
.. لا أكذب حين أخبرك أني أعاني كثيرا حين أقوم بهذه الاختيارات "العنصرية" ، لأني أسرح أفكر حين أقدم سيفعل غيري المثل معي . و المفترض مني أن أقوم باختيار المحاضرين بناء على عناصر محايدة ، لكن .. ربما تتفهم وضعي إن علمتَ أن في 90 % من المحاضرات التي قدمها عرب و آثرتُ حضورها على غيرها ، كان أسلوب تقديم المحاضر/ة سيئا جدا يجعلني أخرج دون فوائد ، إلا ربما فائدة في "كيف علي ألا أقدم لاحقا" . نسبة ليست هينة ، ساهمت كثيرا في تشكيل انطباعاتنا اتجاه المقدمين العرب ، بكل أسف .
و المؤسف أيضا ، أن سببا كبيرا في ذلك يعود لحقيقة أن جامعاتنا العربية و مدارسنا تحرم طلابها من دروس في الـ Public Speaking ، و هو علم بحد ذاته . مهما كان المحتوى مفيدا ، إن لم يتم تقديمه بشكل مفيد / ممتع / مناسب ، سيخرج الحاضرون دون فائدة تذكر من العرض .

********

بشكل عام ، المؤتمر كان مفيدا و منظما . زاد من تميزه البناء الذي احتضنه . فقط كنت أتمنى لو أنه لم تكن هناك العديد (أكثر من 15!) من المحاضرات المتزامنة مع بعضها ، لأن ذلك ساهم في تفويت الكثير من المحاضرات التي كنت أتمنى الاستفادة منها . أيضا كان ليكون مفيدا جدا وجود لجنة مسؤولة عن تسجيل المحاضرات بالفديو و تحميلها على الموقع ليستطيع المشاركون تحميلها و الاستفادة منها ، و مثلا يكون الصلاحية لذلك المحتوى محصورة على المسجلين في المؤتمر .

أسأل الله لي و لك الزيادة في العلم و الفائدة .
فاعلة خير .

______________
هامش :
* أعتذر عن استخدام الكلمات الإنجليزية . لا تحضرني ترجمات مناسبة للكلمات . و حين أقول محاضرة فإني أشير لـsession . هي ليست محاضرة بالمعنى التقليدي ، لكن لا تحضرني ترجمة أفضل .