.

وداعا تويتر/ مع وقف التنفيذ حتى وقت آخر.

Sunday - 17 Apr, 2011
21:42 بتوقيت مكة + 1
صُنِف في ملف : بُعد إلكتروني

**توقف التنفيذ حتى حين.

لسبب كنت أجهله، أزعجني كثيرا (سرقة) أحد مستخدمي تويتر لتويت كتبته منذ شهر و نشره البارحة على أنه قائله. كنتُ قد قلت في التويت:

سواء شئت أم أبيت، سيصنفك الناس حسب أهوائهم و أنصاف الحقائق التي تصلهم. فلمَ تتخلى عن قناعتك و مبادئك في سبيل شيء لن يتحقق؟
http://twitter.com/wa7di/status/48011368825237504

أمضيت اليوم أتفكر بالسبب. الذي أكتبه على تويتر لا أرجو به دنيا، إنما أحاول أن أطيع الله به. طاعتي لله لن تتأثر بسرقته لمجهودي. لكني (استوعبت) بعدها أن الذي أزعجني هو المبدأ. مبدأ أن تسرق مجهود غيرك و تعبه و تنسبه لنفسك و تحصل على مردود إيجابي بسببه. هذا بالضبط أحد أهم أسباب الوضع الثقافي المزري الذي نعيشه. يقتات معظمنا على عمل غيره و يتلبسه على أنه مجهوده دون أن يبذل عناء تقديم شيء آخر.. جديد.. أفضل. في حين يشعر بالبؤس أشخاص حرموا بذل حصاد جهودهم.

مثل هذا التفكير المخزي جدا أحاول جاهدة أن أقتلعه من عقليات طالباتي.. بعد أن ترسخت ثقافة (القص و اللصق) في عقولهن في مدارسهن. ثقافة: اسرق أكثر، تلمع أفضل.. و تبدو أذكى.

**

لأكون صادقة، مثل هذه العقليات و غيرها الكثير من المفاهيم المخجلة هي التي جعلتني أبتعد عن الاختلاط الاجتماعي بمن حولي. الوضع منحدر لدرجة يستحيل علي محاولة تعديلها بمفردي في علاقات لن يأتيني منها إلا حرقة الأعصاب و تضييع الوقت. يكفيني أن أحاول جهدي أن أقدم شيئا للتحسين من خلال طالباتي.

هربت إلى تويتر.. أملا مني أن مثل هذه العقليات تكاد تنعدم و أني لن أحتاج للتعامل معها. لكن انزعاجي مما حدث دفعني للتفكر بالفائدة التي أجنيها من تويتر و التي تحتم علي البقاء في مكان قد أجني منه ما يعكر صفو يومي و يؤثر على سير حياتي. تفكرت بحال تويتر الذي أصبح مزدحما، جدا، بالأشخاص (من كل النوعيات)، بالأفكار، بالتفاهات، بالخزعبلات، بالحوارات، بالإبداعات، بالخناقات.. بكل شيء يمكن حصره في 140 حرفا.

و لأني تعلمت منذ قريب أن الدنيا أقصر من أن نضيعها فيما يعقينا على أن نصبح أفضل. في هذه المرحلة من مسيرتي الأكاديمية / المهنية / الشخصية، بتُ مقتنعة الآن اقتناعا تاما أن المضار التي أحصدها من تويتر تفوق الفوائد كمّا و نوعا. و مع وجود ما هو أهم و أكثر أولوية باهتمامي و وقتي و جهدي، أصبحت مسألة التخلي عن تويتر مسألة حتمية.

سأحذف / أغلق حسابي مع نهاية هذا الشهر.. بإذن الله.
**

أحببت أن أشارك (تجربتي) و خلاصتها معك، القارئ الفاضل و القارئة الكريمة، لأني أؤمن أنه من حق نفسك عليك أن تعيد حساب أولوياتك و أثر تويتر على حياتك من جميع النواحي. هي دعوة أوجهها إليك.. و لك حرية قبولها :) .

يا رب وفقني لمرضاتك و رضّني.. و من أمن
صبا

____
*مصدر الصورة.