.

فلسفة دعاء

Monday - 18 Jul, 2011
01:18 بتوقيت مكة + 1
صُنِف في ملف : مسلمة ، و أفتخر

أثناء سنوات الدراسة، أذكر أن مدرسة الدين* أخبرتنا ذات مرة: "من لم تكن تصلي، أقل ما تفعله هو أن تدعو الله كل يوم قبل أن تنام بأن يهديها." بغض النظر عن "صحة" ما نصحتنا به، لأني كنت ممن لم يصلي، التزمتُ بنصيحتها. رغم أن الأمر لم يكن ذا أهمية لي في حينها، بكل أسف، أغرتني فكرة أني لن أخسر شيئا و لن يكلفني الأمر أكثر من ثوانٍ معدودة بعد آية الكرسي حين أريد أن أنام. كنتُ أدعو الله كل يوم قبل أن أنام "يا ربّ، اهديني."
..و كتب الله لي هداية بعد عام، "ولدت بعدها من جديد" و تغير مسار حياتي بشكل كامل من بعدها.

**

لكل شخص منا فلسفته الخاصة بالدعاء (الطلب من الله) و بطريقة عمله. اختلافها ليس اختلافا يمكن تصنيفه لـ "صح" أو "خطأ"، إنما اختلافا منبعه اختلاف منطلق فهم الدعاء و الاستجابة.. كلها صحيحة، لكنها مختلفة.

أؤمن أن الدعاء أكثر من مجرد كونه وسيلة نستخدمها لنحصل على الأشياء بعيدة المدى أو صعبة المنال. إنما هو وسيلة يومية لأتحدث مع الله، لأطلب منه.. لأشعر بأنه معي في كل لحظة. لذا لا أكتفي بطلب المعجزات منه، إنما أطلب منه أشياء يومية اعتيادية قبل أن أحصل عليها، كي أكسب أجر الدعاء و أزداد -نفسيا- ارتباطا به سبحانه لأنه (رزقني ما أريد).

حين أدعو، أنا أطلب من الله و أنا أعلم -قبل البدء بالطلب- أن الطلب مُجاب. أن الله بقدرته على كل شيء سيهبني ما أريد .. بل و سيرزقني من الأسباب و التسيهلات ما يعينني على أن أحصل على ما أريد.

تأخر الإجابة عن الوقت الذي أريده لا أفهمه -أبدا- برفض منه سبحانه. إنما ربما هي رسالة منه تعالى أنه يريدني أن أطلب أكثر، أن أخلص النية بشكل أصدق. أو ربما لواسع علمه أن هناك وقتا أفضل لتُجاب به تلك الدعوة. أو ربما لأنه سيرزقني ما هو أفضل و أفضل و أفضل .. ليسعدني أكثر.

إيماني بقدرة الله يتعدى مسألة حصول الشيء الذي أريده/ أطلبه. لأني أؤمن أنه قدرته ليست في مجرد أن يرزقني ما أريده، بل و أن يجعل فيما أريد سعادتي و خيري و هنائي، في الدارين. لذا حين أريد شيئا بشدة، لا أكتفي بأن أطلب منه سبحانه تعالى أن "يرزقني الخير"، بل أسأله تعالى أن يرزقني ما أريده و يجعل فيه الخير و البركة و القرب منه.

**

لا أدري ما الذي دفعني لمشاركة (فلسفتي) في فهم الدعاء و التعامل معه، لكن مهما كانت فلسفتك في الدعاء، لا تدَع أي شيء يفوَت عليك كنز الدعاء، حتى المعاصي. لا تدري لعل دعوة تريد بها دنيا تفتح لك باب خير للآخرة و تكتب لك الهداية بها. لا تفوَت على نفسك كنز الدعاء.

طمعًا في فائدة أجنيها منك، سأدع التعليق مفتوحا على هذه التدوينة. أملا في أن تشاركنا فلسفتك في الدعاء لعلها تفتح لنا أبوابا أوسع و طرقا أفضل لنرتبط بالله و بالدعاء.

و لعلي أختم بتويت أدرجته منذ فترة:

يقول تعالى: "ادعوني أستجب لكم" .. لا شروط لا عواقب لا تحديات.. فقط ادعُ، يُجِبك و يؤجرك. ما الذي يمنعنا من الدعاء لكل شيء نريده؟ يا ربّ

"دعواتي" لك بالتوفيق :)
صبا

_____
*يا ربّ، بارك لها و بها حيث كانت و اغفر لها و ارحمها و اجزِها عني خير الجزاء و أوفره.
**مصدر الصورة.