.

من أنا؟

Monday - 12 Sep, 2011
22:55 بتوقيت مكة + 1
صُنِف في ملف : خارج السياق

مللتُ من كثرة السؤال عن هويتي. عن اسمي الذي بات مطرقة تستخدمها أيدي المارة. و كأن بشريتي لا تتأكد إلا به. رغم أني لا زلت أرى انعدام فائدة التعريف بالمعلومات الموجودة في الأسفل، رغبت بعرضها لأثبت لنفسي (أولا) و لكل من سأل (ثانيا) أن هذه المعلومات لن تغير من أفكاري / طرحي شيئا.. و لا من طريقة فهم / معاملة الآخرين لما أطرحه.

**

اسمي صبا، بكسر الصاد لا فتحها. أحمل اسم عائلتي لكني لا أورثه لأبنائي. أبلغ من العمر 24 سنة على حساباتي، 25 على حسابات أمي. رغم أني عشت في / زرت الكثير من الدول العربية و غير العربية، لا أحمل سوى الجواز الأمريكي.

والديّ مسلمون عرب. والدي برفسور (كامل) في إحدى الجامعات. والدتي طبيبة أسنان. لي 3 أخوات و أخ، أنا أكبرهم. أخت طبيبة. و أخرى تتخصص حاليا في الإعلام / الإنجليزية. و الأخيرة في المدرسة. أخي يكاد ينهي دراسته الجامعية. حالتنا المادية كانت و لا زالت ميسورة و لله الحمد.

أهوى الفيزياء. حصلت على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ليس الأدب. درست الماجستير و حصلت على شهادة في تعليم الإنجليزية لغير الناطقين بها. أحضّر حاليا للتقديم على الدكتوراة في استخدام التكنولوجيا التعليمية. كما أعمل، حاليا، في السعودية كمحاضرة في إحدى الكليات الخاصة، أدرّس الإنجليزية للطالبات.

أجيد التحدث مع الآخرين و الغرباء، لكني أتجنب التعامل معهم بكل الصور ممكنة. أهوى اعتزال الخلق، فيما عدا عائلتي. هاتفي آخر اهتماماتي. أقضي معظم وقتي -الحر- رغم قلته على كمبيوتري، و لا أتجاوب كثيرا مع التفاعلات البشرية نتيا. لي ميول برمجية فشلتُ في محاولة تنميتها مهنيا.

لا أحب أن أشارك كل معارفي بحياتي الإلكترونية. قليلون الذين أختارهم لتحل عليهم مصيبة معرفتي شخصيا و معرفة نشاطي الإلكتروني، أولهم عائلتي. لا هوية إلكترونية لدي، حاليا، سوى هذه. ذلك على الرغم من أني أعمل حاليا على طرح هوية مهنية لي بالإنجليزية، تساعدني مهنيا و أكاديميا

كل ما أطرحه / أشارك به إلكترونيا هو بالضبط ما أعكسه في واقعي. لا أجيد ارتداء الوجوه. لي وجه واحد، هنا و هناك. أدين بالإسلام. أرتدي الحجاب و العباءة. لم أتم حفظ كتاب الله. أؤمن بفائدة النقاش و المحاورة. أحترم حرية الآخرين في الاعتقاد / التفكير. أحرص كثيرا على أن يكون أدبي / أخلاقي أفضل ما فيّ.

أمي هي على أعلى قائمة أولوياتي، بعد ربي. طلباتها أوامر. رضاها هدفي. سعادتها بغيتي. زعلها يكدرني. ضحكتها تعيد فيّ الحياة. دعواتها مطر أشتهيه ليرتوي قلبي و تتوفق حياتي.

رغم كبر عمري و كثرة مسؤولياتي، لا زلت أعيش طفولة لا أريد أن أكبر منها مع أصغر أخواتي. نتشاجر بالمخدات، نحضّر المكائد، نغني بأصوات سقيمة، نقلّد الكبار، ... نفعل كل شيء ترفضه عقول "الكبار".

و.. اسمي صِبا.

***

أما بعد، لا زلت أفضّل الاحتفاظ بمسمى مدونتي كما هو.. و الإبقاء على معرفي في تويتر كما هو.
و لا زلت أنفر من مشاركة خصوصياتي علنا مع كل خلق الله.

سؤالي لك الآن، القارئ الفاضل و القارئة الفاضلة: هل قدمَت لك أي من هذه المعلومات أي فائدة تذكر؟ .. لا أعتقد.
و يظل السؤال الذي طالما سألته: لم يصر البعض على نفي كل من يريد أن يحتفظ بخصوصيته لنفسه؟

صبا