.

تويتر و المجتمع

Friday - 6 Jan, 2012
12:08 بتوقيت مكة + 1

كتبت هذه التدوينة منذ ما يقارب الأربع أشهر. كدورة حياة أي تدوينة أكتبها، دخلت التدوينة في سباتها الأبدي في ملف المسودات حتى يأتي كوب قهوة أبيض يفكها من أسرها. و قد تغير الكثير منذ كتبتها، لكني أظنها لا زالت تنطبق إلى حد كبير على واقع الكثير من مجتمعاتنا.

****

كانت إحدى الطالبات في صف أدرسه تحمل الاسم الأخير "الحمدان". حسبتها تقرب السعودي المبتعث الذي سجن في أمريكا، تركي الحميدان**. (من تعب النهار لم أنتبه للياء الناقصة من اسمها). سألتها: هل يقرب لك السعودي المسجون في أمريكا؟ صفنت ثم نظرت نحوي و علامات الاستفهام تتطاير من حولها. نظرت اتجاه الصف، الذي كان في وقتها يحوي ما يقارب ال٣٠ طالبة، أحاول أن أجد فيهن من تسعفني بالاسم الأول للحميدان، لم تجبني سوى طالبة واحدة.

الذي استدعى دهشتي لدي أن كل الطالبات في الصف (يمارسن) التكنولوجيا بشكل أو بآخر، يملكن حسابا واحدا على الأقل في فيسبوك أو تويتر أو كلياهما، يملكن تليفونات باتصال دائم على النت، و غيره. مما جعلني أتساءل بأي وجه تجهل الطالبات قضية سعودية كبيرة؟

لاحقا وعيتُ أن حجم القضية لم يكن كبيرا إلا على صفحات تويتر. رغم معرفتي بقلة نسبة الشعب السعودي (و المقيم في السعودية) الذي يمارس النت، مقارنة بعدد الشعب، لكني لم أكن أظن أن أثرهم ينحصر على هذه الصفحات.

كل هذا استدعاني للتفكر بالثورة التقنية التي نعيشها الآن و أثرها على المجتمع. لمَ رغم عولمة "افتراضية" نعيشها لا نزال نعجز عن مجاراة المجتمعات الأخرى في تحضرها؟ لمَ لا يزال الأثر الذي نحدثه نتيا مقتصرا على صفحات لا تعكس الواقع إلا نزرا قليلا؟ لم تعكس صفحات النت مجتمعاتنا في حين تعجز مجتمعاتنا عن أن تعكس عالمنا النتي؟

لمَ ينادي/يدعو الكثير منا لأشياء حسنة نتيا و يتغافل عن فعل المثل واقعا؟ لم نكتفي، غالبا، بمشاركة الفكاهة و النكت و نعجز عن مشاركة القيم و القضايا؟

و السؤال الأساسي الذي تفرضه كل هذه الأسئلة: هل نحن فعلا نعيش عوالم مزدوجة؟ حتى متى؟

صبا

__________
* مصدر الصورة.
** كل الشكر لـ @SamarAlabadi تنبيهي للخطأ المطبعي غير المقصود.