باب قائم و بيت خَرِب
23:02 بتوقيت مكة + 1
سلكنا طريقا جديدا في رحلتنا اليومية لمقر عملي، و تسنى لي رؤية الكثير مما لم أرَه من جدة. كان من بينه مساحة أرض فارغة لم يبقَ عليها سوى باب يتيم حرفته جميلة جدا و سورٌ يحيط بقطعة الأرض.
شدهني المنظر.. و بعد أن تعديناه سرحت أتفكر بحاله. و شدّني التماثل الكبير بين ذلك المشهد و بين حالة مجتمعاتنا مع الدين و المظاهر.
***
الأبواب هي آخر ما يضاف للمنازل، حين تُبنى. و الأسس الصحيحة (التي لا تُرى) هي أول ما يبنى في بيت عامر. و كذا، المفروض، حالنا. لكننا نعيش في مجتمعات تهتم كثيرا بالمظاهر حتى تكاد تلك المظاهر تصبح هي جل ما يستخدمه الآخرين لتصنيفنا و الحكم على صلاحيتنا. و يهتم الكثير منا بإتقان مظهره و تحسين شكله، من ناحية دينية أو جمالية،حتى يكاد ينسى باطنه. و كأننا في طريقنا للتحول لأبواب مبهرة الصنع/الشكل لكنها خاوية. لا تصل بنا لشيء داخلنا.
ما الذي جعلنا نصبح دمى بلاستيكية متقنة الخارج لكن لا شيء يبعث فيها الحياة.. من الداخل؟ لمَ يكثر الحديث عن ارتداء العباءة و تقصير اللباس بينما يقل الحديث عن تجديد الإيمان و تثبيت العقيدة؟ لمَ يتسرع الكثير للحكم على فلان و علان من لباسه و طول لحيته؟ لمَ بتنا نكترث كثيرا لتحسين جوانب حياتنا الظاهرية أو تلك التي تساهم في تحسين ظواهرنا دون النظر لما غير ذلك؟ هل انحصرت أشكال / أهداف معيشتنا لنوع السيارة التي نقودها أو حجم الألماسة التي ترتديها فلانة أو ....؟
***
لستُ أدعو لخلع الباب. لكني أدعو لبناء بيت عامر قبل تركيب باب يليق به.
صبا
__________
* مصدر الصورة.