.

فلسفة دعاء 2: يقين زكريا

Monday - 29 Jul, 2013
16:28 بتوقيت مكة + 1
صُنِف في ملف : مسلمة ، و أفتخر

ليس من عادتي التدوين بهذه الكثافة، لكن كالتخفيضات التي تكون صالحة في كل وقت و تزداد "سخونة" في أوقات معينة من السنة، كذا حال الدعاء الآن. هو صالح في كل وقت و حين، لكنه الآن موسم تزداد فيه الدعوات سخونة و الإجابات تأكيدا. في أجواء كهذه، لا يسعك إلا أن تشعر برغبة جامحة في الدعاء في كل وقت لعل و عسى تصيب ساعة استجابة فتحصد الذهب! في أجواء مثل هذه، كتبت منذ عامين عن فلسلفة دعاء تخصني (هنا).. لكني بينما أقرأ سورة آل عمران في بداية رمضان، شدهتني فلسفة دعاء سيدنا زكريا عليه السلام و أحببت مشاركتها معكم في وقت قد نحتاجه فيها.

يخبرنا ربنا جل و علا في سورة آل عمران:

كان زكريا عليه السلام في حضرة موقف استدعاه للتفكر بما يتمناه ولكنه عجز عن الحصول عليه -الذرية، فدعا الله بيقين تام و كامل مؤمنا بقدرة الله تعالى و سماعه للدعاء. يقين زكريا عليه السلام بقدرة الله و إيمانه بإجابته للدعوات، مهما استحالت، شدهتني كثيرا حين كانت أول ردة فعل له لاستجابة دعوته: "أنى يكون لي غلام ...." سبحان الله. استحالة الذرية لدى زكريا كانت 100%، لكن ذلك لم يمنعه من الدعاء و من التضرع لله سبحانه و تعالى، لم يقف في طريق تسليمه الكامل بقدرة الله تعالى، لم يعق إيمانه بإجابة الله للدعوات الصادقة. أي جمال إيماني يتحلى به حين يناجي ربه بما يتمنى رغم أنه يحسبه "مستحيلا"؟

سرحت أتفكر بالعوائق الفكرية التي نضعها بيننا و بين دعواتنا.. لمَ نحبس الدعاء فقط للأشياء "الكبيرة" أو "الممكنة"؟ لم نمتنع عن الدعاء من أجل أشياء بسيطة؟ من أجل شوكلاتة اشتهيناها؟ لم نتوقف عن الدعاء حين تتوقف عقولنا عن الإحاطة بإمكانية حدوث شيء نريده؟ لمَ نتكاسل عن اتخاذ الدعاء وسيلة مناجاة تزيدنا قربا لله و تقوي صلتنا به تعالى؟

دعنا نحاول اتباع نهج سيدنا زكريا في الدعاء هذه العشر.. خذ شيئا من وقتك، و سجل قائمة دعوات / أمنيات على ورقة صغيرة تكون معك في كل أوقاتك. كلما وجدت نفسك دون أي شيء تفعله، أخرج الورقة و ادعُ الله بيقين زكريا و بتضرع يونس. و صدقني، ستجد متعة في الدعاء تفوق أحيانا متعة الحصول على ما دعوت من أجله.

دامت دعواتكم صادقة مُجابة
صبا